كتاب قرأته
دليلك إلى "رغبة"
د.تيسير محجوب الفتياني
منذ أيام قريبة، وقع في يدي كتاب جديد عنوانه "دليلك إلى رغبة" لمؤلفه
الأستاذ خالد الجريسي قرأته وامعنت النظر فيه فرأيت أنه شكل ومضمون.
- أ- الشكل:
1- يقع الكتاب في مائة وستين صفحة طباعته واضحة أنيقة وصفحاته من الورق الصقيل الجيد.
2- وجه الغلاف الأول فني يشد الأنظار بألوانه الزاهية الأخاذة، والوجه الثاني فيه تعريف بالخطوط العريضة للكتاب ومحتواه وبجانب منه ترجمة وجيزة وتعريف للمؤلف في سطور.
3- الكتاب في الداخل مزدان بالصور الجميلة الملونة التي تعد وسائل إيضاح عن "رغبة" وأدوات للأفكار التي يطرحها الكتاب.
4- الكتاب يقع في خمسة فصول:
- الفصل الأول: رغبة وأصالتها: ضبط لفظها لغة، أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها ومرت عليها الدعوة السلفية.
- الفصل الثاني: جغرافية رغبة الطبيعية: الموقع، التكوين الجيولوجي، والتربة، التضاريس، المناخ، مصادر المياه، النباتات الطبيعية، الحياة الفطرية و الحيوانية.
- الفصل الثالث: جغرافية رغبة البشرية: السكان، أسماء بعض الأسر التي سكنت رغبة، التمركز السكاني و عدد السكان، أمراؤها، الأعلام، الأوائل فيها، النشاط الاقتصادي والنشاط الثقافي يها.
- الفصل الرابع: التطور العمراني، بداية الاستيطان، أسلوب التخطيط والبناء قديما، أبرز المعالم الأثرية، النقلة الحضارية في التخطيطوالبناء، الطموح المستقبلي.
- الفصل الخامس: الخدمات في رغبة: الإدارية، الصحية، الكهربائية، المواصلات والاتصالات، الزراعية والمائية، الاجتماعية، الآثار والمتنزهات البرية فيها.
وبعد هذا تلي الخاتمة، وهوامش الكتاب، ومراجع الكتاب.
- ب- المضمون:
- تفضل الأديب الكبير الأستاذ عبدالله بن خميس بتقديمه الأدبي الرائع للكتاب وهذا التقديم يكاد يكون قطعة من قماش محكم أجاد النساج حوكه، إذ في التقديم تعريف بالكتاب ومضمونه وإعجابه به. وفيه كذلك الوضوح والإشراق والفن والأصالة التعبيرية والجزالة وحسن الأداء والذوق والملاحظات اللطيفة والشيء من معدنه لا يستغرب.
- ترد بعد ذلك مقدمة المؤلف التي فيها تعريف سريع ببلدة رغبة وأنها عزيزة على نفسه لأنها مسقط رأس أسرته وان لها شرف الانضواء تحت لواء الدعوة السلفية دعوة التوحيد ومحاربة البدع، في المقدمة هذه بيان لعمل المؤلف في الكتاب من اطلاع على المصادر الكثيرة التي فيها المعلومات التاريخية عن البلدة واطلاع على الروايات التي تلقاها ممن يثق بهم من كبار السن وعلى الخرائط المختلفة التي تعينه على إخراج الكتاب على الوجه الذي نراه ووفاء منه واعتزازا وافتخارا بتاريخ البلدة عمل على نشر الكتاب عبر شبكة الانترنت العالمية.
وبعد لقد أحببت هذه البلدة "رغبة" عن كثب وسيحبها كل من يقرأ هذا الكتاب . إنها بلدة فيها ما شئت من أخبار الأقدمين. آثارها تنطق بفصاحة –بغير لسان- عن الشجاعة والبسالة والنخوة و النجدة و الكرم والأصالة. بلدة صغيرة متواضعة في طبيعتها و مساحتها، وعدد سكانها، ونمط العيش فيها، متواضعة تواضع المؤمن الوفي عزيزة عزة المسلم الصادق الأبي، حرة حرية الشمس الصافية ، صابرة على مر الأيام. إنها نموذج لكل بلدة مكافحة صابرة في هذا الوطن الحبيب. نعم لقد أحببت هذه البلدة حباً صادقاً، ولكنه لا يرتقي إلى حب المؤلف لها –كما ظهر لي- حب يلامس العشق، حب يخالط نبضات قلبه لأنه ممزوج بالوفاء والحنين الدفين، وهذا هو الذي يجعل القارئ يشعر بتلك العاطفة الكريمة العميقة التي تتراءى بين السطور.
هذا والكتاب –بعامة- تأكيد على التمسك بالقرية وهو كتاب موسوم بالدقة قائم على التأني والبحث، إنه حسن فكرةً وأسلوباً ولغة وليس كتلك الكتب السريعة التي تنشد المادة وحب الظهور فإذا هي ركام من الكتابة الرخيصة يهمد بعضها فوق بعض، تهبط بكاتبها وبما فيها. وأورى أن هذا الكتاب سيحتل –بفضل الله- منزلته اللائقة في المكتبة العربية. وسيبقى عربون صدق ووفاء وإخلاص للوطن ولمسقط الرأس وشارة بر وإحسان للأبوة الحانية ورسالة حب وشوق لـ "رغبة" ومن فيها سدد الله خطى المؤلف وعصم قلمه من الزلل ووفقه لما فيه المصلحة والخير.
المصدر:جريدة عكاظ 5 / 3 / 2000
التعليقات