مشاركة تماضر بنت صالح بن عبد العزيز العامر
إلى "رَغْبَة" الخيْراتِ سارَت قوافلي
أهـيـمُ بـهــا عِـشـقًــا، وأشـدو بـهــا فــخْــرا
حنــانَيْكِ يــا تلك الرَّوابي، وزهرَهـــا
ولــبَّــيـكِ يـــا وهـــجَ الــريــاضِ، أيــا عِــطْــــرا
أما أبصرت عينـــاكَ "خشْمَ حصانِـهـا"
"ووادي الحُصَيـنِ"، بل "غرابتَها" الـسَّـمـرا
عراقيَّـــةُ النَّخْـــلاتِ، جـــادتْ فـلُـقِّـبـتْ
"بُصيـرَة"، هــزَّت جِـذعَـهـا، وانـحـنَـت تـمْـرا
أيـــا "ثــــادق" الأنــــوار أنـجـبـتِ درَّةً
لـمـَـحْـمَـلِـهــا، جــادت لــهــا بـالـوفـا خـيْـرا
وغنَّى لهــــــا شـطـرًا كـثـيِّـــــرُ عـــزِّةٍ
"إذا ورَدت رَغْـــبَـــــــاءَ" نُــــوقٌ، تــــرى بِــئْــرا
وما غفل العُشَّاق عنهــــا هُنَيهَـةً
بـــل ازدادتِ الأشـــواقُ في رغـــبـــــةٍ دهــــرا
أتى ذلك المشتاقُ من خيرِ زُلْفــةٍ
فـألـفـــاكِ وَلـْـهَى، تـأسرينَ الهوى أَسْـرا
تلاقيتُمــا عند "العُرَيْضِ" فهــالـــهُ
دلالكِ، فاستهدى من الـعُـتْـمـــةِ الـفَـجْـرا
أميــرًا "جُريسيًّــا" حمـــاها "بعُقدةٍ"
"بـنـــاهـــا فــأعلى" واستنـار َبـهــا فِـكــرا
ووصَّى بها قبل الرَّحيلِ رجـــالَـــهُ:
((بَـنِـيَّ! ألا بــــرُّوا بـمـعـشـوقتي بِـــــرَّا))
حبَلتِ بأبطالٍ، حمَوا ساعةَ الوغى
وآخَـوا أبــا الظَّفْـرات، واستلهموا النَّصْرا
مــآثر تــاريـــخٍ تـســامى شـمـوخُــه
فـهَــل يُـوفِـــهِ فضلًا إذا غرَّدَتْ "شُكرا"؟!
ولـمَّا سرى مجدُ القرونِ مُبــاهيًــا
أتى شيخُها الوافي، ودوَّنـهــا سِـفْــرا
فلَيتَ رِحـــالي تـسـتـظــلُّ بـظلِّهـــا
وأسـكـنُـهــــا دهـــرًا، وأبني بـهــا قصْرا
وليتِي سجينُ العشقِ عند خُزامِها
ألا كــــرُمـــتْ قـــيــدًا، ألا نـعِـمـتْ أسْــرا!
وكم أرتجي إطلالةً فوق "مَرْقبٍ"
أناجي "الشُّقوقَ" الغُرَّ، أو "نَبْعةَ" الخَضْرا
عليكِ سلامُ الله ما ســـارَ ســـائِرٌ
لـرغـبـــةَ، أو غنَّى لأســوارِهـــا شِـعــرا
التعليقات